
مع دخول شهر رمضان المبارك، تتغير أنماط الحياة اليومية، حيث يصبح الصيام جزءًا أساسيًا من روتين المسلمين، مما يستدعي تعديلات على ساعات العمل لضمان تحقيق التوازن بين متطلبات الوظيفة والعبادات. ولهذا، نص نظام العمل السعودي على تخفيض ساعات العمل خلال هذا الشهر الفضيل، بحيث لا تزيد على 6 ساعات يوميًا أو 36 ساعة أسبوعيًا للمسلمين، وهو ما يساهم في تقليل الإرهاق وتحسين الإنتاجية خلال فترات الصيام.
يحدد النظام ساعات العمل العادية بـ 8 ساعات يوميًا أو 48 ساعة أسبوعيًا، ولكن يتم تخفيض هذه المدة خلال رمضان لمنح العامل فرصة أكبر للراحة والعبادة. كما ينظم النظام فترات الراحة خلال اليوم، حيث لا يجوز للعامل أن يعمل أكثر من خمس ساعات متواصلة دون الحصول على استراحة لا تقل عن نصف ساعة للصلاة أو الطعام، وهذه الفترات لا تُحتسب ضمن ساعات العمل الفعلية، ولا يجوز لصاحب العمل إلزام الموظف بالبقاء خلالها في مقر العمل.
يهدف هذا التنظيم إلى خلق بيئة عمل أكثر راحة خلال رمضان، مما يساعد الموظفين على أداء أعمالهم بكفاءة دون التأثير على صحتهم أو قدرتهم على ممارسة العبادات. ومع ذلك، قد يواجه بعض العاملين تجاوزات من قبل أصحاب العمل الذين لا يلتزمون بهذه الأنظمة، وهنا تأتي أهمية الوعي بالحقوق الوظيفية، حيث يحق للموظف تقديم شكوى لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في حال عدم التزام جهة العمل بهذه الضوابط.
يظل تحقيق التوازن بين العمل والعبادة أحد أهم الجوانب التي يراعيها النظام السعودي خلال شهر رمضان، لضمان راحة الموظفين وتعزيز بيئة عمل عادلة ومنتجة.
كتبه المحامية/ أفنان عيضة الحارثي